أخبار

بيان جريدة المصرية

بيان جريدة المصرية
يؤسف جريدة المصرية الحالة المتردية التي وصلت إليها مهنة الصحافة ذات الرسالة المقدسة، ويؤسفها أكثر انشغال غالبية المنتمين إلى نقابتها العريقة بما انشغل به العامة والدهماء، فباتوا أكثر منهم جدلًا وسفسطة!
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ “.
صدق الله العظيم.
إن جريدة المصرية التي ساعدت 80 صحفيًا على تأمين مستقبلهم، على امتداد ١٠ سنوات، وتحمل مجلس إدارتها العبء المادي والأخلاقي تجاه كل من مروا بها، حتى أنه رفض أن يتخلى عن صحفي واحد قدم واجباته المهنية نحوها، وخسر الملايين في هذا السبيل الإنساني السامي، وبدلا من أن يقدم له الشكر، طاردته والمؤسسة شائعات رخيصة روج لها حاقد نعلمه، وتوسط يوما عند مجلس تحريرها لينشر ردًا لأحد رجال الأعمال الذين فتحنا ملف فساده؛ غير أننا أبينا.
هذا الحاقد الذي طالما تشدق بالمباديء، كم له من مقربين مرر أوراقهم، وبادلهم البسمات، وساعدهم دون وجه حق في أن يكونوا أعضاء بالنقابة، ونحن لا نقول أنهم جميعا لا يستحقون العضوية؛ لكنا نقول يا “بخت من كان اللي ما يتسمى صاحبه”، فيعجل له الحصول على شرف عضوية نقابة الصحفيين، وهذا لا يمنع أن بعضهم قطعا لا يستحق.
إن جريدة المصرية هي الجريدة التي احترمت أبنائها، وأوفت بوعدها، فلم تقهر أحدًا، ولم تسمح أن ينتهي حلم شاب من شباب مصر على أحد عتباتها، ولربما أنهى معه حياته.
إن جريدة المصرية لتناشد أبناء المهنة الإنسانية السامية عدم الخوض في افتراءات لن تقلل من المؤسسة أو المنتمين إليها، بقدر ما ستزيد هوة الخلاف بين أبناء المهنة، وإن إدارة المؤسسة ومجلس تحريرها ليتحدى أن يأتي مدع مهما علا بدليل واحد على فرية من الفرايا التي روج لها هذا الحاقد المشار إليه سلفًا، والمخدوع فيه الكثير من الأعضاء، والذي استغل بكفاءة انتمائه لأحد المؤسسات الصحفية العريقة.
جميع الصحفيين في المصرية يمارسون المهنة بأقسامها، وإن سقط أحد المنتمين لطابورها الطويل حديثًا في حبائل شيطانه، فسول له أمرًا ترفضه قيم المجتمع وأعرافه، وقوانينه، فإن إدارة المؤسسة لا تطلع الغيب، وتبادر بعقابه بقدر فعلته.
لهذا تعلن جريدة المصرية فصل هذا الشخص، وتتبرأ من فعلته، مشيدة في الوقت نفسه، بحكمة الأستاذ الدكتور ضياء رشوان، وحسن إدارته لهذه الجريمة الشنعاء، موصية إياه بعدم التفريط في حق النقابة وأعضائها بشكل عام، ومؤسسة المصرية وأبنائها بشكل خاص، لتضررهم معنويا من فعلة هذا الشاب، ومن ردود فعل بعض الصحفيين تجاه الواقعة، والذين لم يفرقوا بين الفاعل والمهنة والمؤسسة، فهل القاضي الذي ارتشى أساء للقضاء ومقامه الرفيع، والضابط الذي خان هل أساء لشرف العسكرية ناصع البياض؟!
اعدلوا هو أقرب للتقوى، قولوا الحقيقة، انسبوا الفعلة لفاعلها ولا تكثروا من الجدل والسفسطة.. عالجوا الأسباب لا النتائج.. اعترفوا أن المهنة وأهلها يمرون بأسوأ حالاتها والتي دفعت أحدهم للانتحار، وآخر للتسول، وأخيرا للسرقة، وما لعيب في مؤسسة أو كيان، فنفوس الناس ليست بريئة، والشيطان قادر على هزيمة أي إنسان مهما كان موقعه أو كانت مهنته، واحمدوا الله أن عافاكم مما ابتلى به غيركم، واسألوه الثبات حتى تلقوه بأنفس طيبة مطمئنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الاعلانات