الشيخ محمد رفعت هو منحة إلهية
#الشيخمحمدرفعت هو منحة إلهية، قيثارة السماء، صوته الشجي كان بيخفي حياته الحزينة، اللي كانت عبارة عن سلسلة لا تنتهي من الدراما والمآسي، إتولد معجزة القرآن الكريم يوم 9 مايو سنة 1882م، في حي المغربلين بالقاهرة القديمة، أبوه كان ظابط في قسم الخليفة، وهو كان شكله جميل له عيون واسعة سوداء، حكى إن واحدة جارتهم شافته وهو عنده سنتين، فقالت لامه ابنك عينيه زي عيون الملوك، حسدته، أصيب بالرمد بعدها مباشرة وفقد بصره، وقضى عمره كفيف، يمكن دا تقدير إلهي عشان يبقى من أهل القرآن، وبالفعل حفظ القرآءن وهو عنده 5 سنين، في جامع فاضل باشا في درب الجماميز اللي في السيدة زينب، وبعد ما أبوه مات وهو عنده 15 سنة بقى هو عائل الأسرة الوحيد، وبدأ رحلة الكفاح والاعتصام بكلام الله..
وفي أواخر أيامه كانت مأساته الكبرى، كان راح اشترى المقبرة اللي هيندفن فيها، وقعد سنتين بيروح كل يوم جمعة يقعد فيها يقرأ القرآن لحد بعد العصر، لكن، أصيب الشيخ محمد رفعت سنة 1943م بمرض سرطان الحنجرة، اللي كان معروف وقتها “بمرض الزغطة”، وتوقف -مضطر- عن القراءة لأول مرة في حياته، وكان بيقوم يصلي لله تعالى ويبكي بالدموع وصوت نحيبه يرتفع، بس لأنه مش قادر يتونس بالقرآءن، هجر كتاب الله غصب عنه، وكان محتسب وراضي بقضاء الله، يقال: “إنه على الرغم من إنه كان ما يملكش تكاليف العلاج، إلا إنه اعتذر عن قبول أي مدد أو عون، وألح به عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي، ولكنه تمسك بموقفه، وكانت كلمته المشهورة “إن قارئ القرآن لا يهان”..
وعشان تكتمل قصته بصدف ودراما غريبة، إن وفاته كانت في نفس يوم ميلاده، يوم 9 مايو سنة 1950م، أنا كنت لسة باحكي عنه لما قريت كتير عنه ووجب إنك تعرف عنه نبذة مختصرة، فلو كنت تقرأ، يا ريت تترحم على الشيخ الجليل، اللي صوته بيآنس وحشتنا، وبيسكن القرآن الكريم في قلوبنا، وهو أهم علامة من علامات شهر رمضان الكريم ..