دولي وعربي

مساجد آل البيت تعيش عصرها الذهبي

بالتفاصيل.. الأسباب الحقيقية وراء اهتمام الدولة بمساجد آل البيت

مساجد آل البيت تعيش عصرها الذهبي

تشهد مساجد آل البيت اهتمامات كبيرا من مسئولي الدولة وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى لتطوير هذه المساجد والحفاظ عليها نظرا لما لها من مكانة عظيمة وقيمة تاريخية ودينية كبيرة تجعلها مبعث فخر واعتزاز .

ضمن برنامج “إحياء القاهرة التاريخية”، تمت إعادة العديد من المساجد الأثرية العتيقة إلى سابق عهدها وتتألق مساجد “آل البيت” في عصر ذهبي تحياه مساجد مصر مبني ومعني، لتظهر في أبهى صورة لها ضمن حركة تطوير بدأت بتوجيهات رئاسية، حيث افتتح مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسي يرافقه السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير.

وتشمل خريطة تطوير مساجد آل البيت التي تأتي تحت اسم “في رحاب آل البيت” مساجد الإمام الحسين رضي الله عنه، والسيدة فاطمة النبوية والسيدة رقية والسيدة سكينة والسيدة حورية فى بنى سويف وسيدنا على زين العابدين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيد أحمد البدوى بطنطا.

  • مسجد السيدة نفيسة

مسجد السيدة نفيسة يقع في الحي الذي يحمل إسمها وهو جزء من مقبرة تاريخية أكبر تسمى القرافة في القاهرة، بني المسجد لإحياء ذكرى السيدة نفيسة وهي عالمة إسلامية معروفة من نسل النبي محمد ويقع ضريحها داخل المسجد.

أُدرج المسجد مع المقبرة المحيطة كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في القاهرة التاريخية.

طريق آل البيت

ويقع المسجد في بداية الطريق المسمى بطريق أهل البيت، حيث يصبح المشهد النفيسي هو المحطة الثانية في هذا الطريق بعد مشهد الامام علي زين العابدين وينتهي بمشهد السيدة زينب بنت علي مرورا بالسيدة نفيسة والسيدة سكينة بنت الحسين والسيدة رقية بنت علي بن أبي طالب ومحمد بن جعفر الصادق والسيدة عاتكة عمة سيدنا محمد “صلىالله عليه وسلم”.

  • وصف المسجد

جاء في خطط المقريزي أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة هو عبيد الله بن السري والي مصر من قبل الدولة العباسية، ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية حيث أضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة على لوح من الرخام وضع على باب الضريح ويبين إسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وألقابه.

أعيد تجديد القبة في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله بعد أن حدثت فيها بعض التصدعات والشروخ، كما تم كساء المحراب بالرخام سنة 532هـ (1138م)، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون.

وكان أول من تولى النظر عليه هو الخليفة العباسي المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر ابن المستكفي وهو من بقايا العباسيون الذين هاجروا إلى مصر بعد أن قضي عليهم المغول سنة 656هـ (1258م).

عصر العثمانيين
وجدد المشهد النفيسي في عصر العثمانيين في عهد الأمير عبد الرحمن كتخدا وبني الضريح علي هذه الهيئة الموجودة عليه الآن، كما جددت المقصورة النحاسية الموجودة بالضريح في عهد والي مصر عباس الأول.

والمسجد له مدخلان واحد للرجال وآخر للنساء وحديثا تم تجديد المدخل وفرشه بالرخام الفاخر.

وفي داخل المسجد ممر طويل يصل إلى المقام الشريف وفي هذا الممر يوجد لوحات مرسومة رائعة في حب أهل البيت وبعض الأشعار الرائعة في مدحهم.

  • أعمال التطوير في المسجد

شملت أعمال خطة تطوير مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها، الارتقاء بشارع الأشرف والمعروف شعبيا بإسم “شارع الأشراف” نسبة لما يضمه الشارع من أضرحة ومقامات لآل بيت النبوة رضي الله عنهم ليكون على غرار شارع المعز، وأشبه بمتحف مفتوح أمام الزوار، فضلا عن إقامة بوابة على مدخل شارع الأشرف مع الاستعانة بعربات كهربائية لخدمة زوار الشارع.

كما شملت خطة التطوير طلاء واجهات العقارات في الشارع، ورفع كفاءة منظومة الصرف الصحي، وتطوير المساجد والأضرحة الموجودة على طول الشارع إلى جانب زيادة المساحات الخضراء في ميدان السيدة نفيسة رضي الله عنها، ومراعاة البعد البيئي، وتطوير الجزر الوسطى وتجميل ورصف الأرضيات والأرصفة ورفع كفاءة الإضاءة.

  • الهدف من مشروع تطوير مساجد آل البيت

تطوير مساجد ال البيت هدفه تحويل المنطقة إلى متحف مفتوح يعيد للمنطقة عمقها التاريخي وتقديم صورة طبق الأصل كمحاكاة لعصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيله، واستحضار الصورة الذهنية لجميع عناصره، تماشيا مع الطابع التاريخي الأثري لهذا العصر عبر فتح الساحات الرابطة بين مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة، مرورا بباقي مزارات آل البيت بشارع الخليفة، وأيضا بآثار تاريخية مهمة مثل مسجد ابن طولون، ومتحف جاير اندرسون، مرورا بقبة شجرة الدر، وكذلك متنزه الخليفة التراثي البيئي، كما يشمل مسجد السيدة رقية، وضريح محمد أنور الذي يعتقد أنه من نسب النبي، مرورا بقبة الأشراف ومقام السيد جوهر ومقام سيدي الحناوي.

  • السيدة نفيسة في سطور

هي السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب من سيدات أهل البيت، اشتهرت رضى الله تعالى عنها بالعبادة والزهد.

ولدت السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 هـ، وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

انتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة كانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب “نفيسة العلم”.

تقدم الكثيرون للزواج من نفيسة لدينها وعبادتها، إلى أن قبل أباها بتزويجها بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وتم الزواج في رجب 161 هـ، فأنجبت له القاسم وأم كلثوم.

وفي سنة 193 هـ، رحلت السيدة نفيسة مع أسرتها إلى مصر وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش ورحب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم ووهبها والي مصر السري بن الحكم دارا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع.

ولما وفد الإمام الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ، توثقت صلته بالسيدة نفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء. وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204 هـ، وصلت عليه إنفاذا لوصيته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الاعلانات