فن

عن غضب وثورة الجماهير بسبب «قفا الملك» فريد شوقي

عن غضب وثورة الجماهير بسبب «قفا الملك» فريد شوقي.

مساء يوم 13 فبرايرمن عام 1956:
في تلك الليلة جلس الفنان «فريد شوقي» في الصف الأول بداخل سينما ريفولي بوسط القاهرة بإنتظار بدء عرض فيلمه الجديد «رصيف نمرة خمسة» دقائق قليلة وفجأة ظهر ملك الترسو بقامته العريضة الممشوقة على الشاشة،،،
وبمجردظهوره ضجت القاعة بالتصفيق والصفير والهتاف للملك فريد شوقي ثم هدأت لإنشغال الجمهور بأحداث الفيلم ومتابعته قبل أن تصيح مع كل معركة ينتصر فيها بطلهم المحبوب بعد أن يقضي على كل الرجال من أعدائه، لا أحد يمكنه الوقوف في وجهه أو ضربه، هو فقط قادر على هزيمة أي عدد من الأشرار،،،
يمضي الوقت على نفس الوتيرة حتى نهاية الفيلم السعيدة،،،
حينذاك يعود التصفيق من جديد والهتاف باسم ملك الترسو، الذي أدرك أن قدرته على ضرب المزيد من الأشخاص في أفلامه جزء من نجاحه ووصوله لقلوب الجماهير.
بعد نجاح “رصيف نمرة خمسة” إنشغل فريد في البحث عن عمل جديد يُثبت أقدامه على طريق النجاح والمجد، مضت شهور وهو يحاول البحث عن هذا العمل .
كانت لديه قصة من تأليفه تحتوي على مزيد من المعارك تحت اسم «الفتوة» أراد أن يحولها إلى فيلم سينمائي من إخراج صلاح أبوسيف ، فقام بعرض القصة عليه فأعجبته، وقررا سويآ أن يشاركهما الأديب العالمي نجيب محفوظ في كتابة السيناريو وأن يقوم الفنان السيد بدير بضبط إيقاع الحوار، ويقوم بأدوار البطولة أمام وحش الشاشة كلا من «تحية كاريوكا وزكي رستم» .
حرص فريد شوقي أن يخرج العمل في أفضل صورة له فتولى إنتاجه بنفسه، وبعد عدة أسابيع إنتهى المخرج صلاح أبوسيف من تصوير كافة المشاهد ثم أعمال المونتاج والصوت، وتم إختيار الفيلم حينذاك للعرض في مهرجان برلين السينمائي خلال المسابقة الرسمية وسط فرحة كبيرة من صناع العمل، قبل أن يُحدد العرض الأول له في سينما ريكس بالإسكندرية، ليلتها لم يذق البطل طعم النوم، بات ليلته قلقآ على مصير الفيلم غير أن ما حدث فاق كل توقعاته.
كانت الأجواء جميعها مطمئنة، السينما مشغولة عن أخرها بالمتفرجين، بعضهم تكدس أمام دار العرض في محاولة للدخول، الطقوس الثابتة من قِبل الجمهور كانت حاضرة، هتافات لا تتوقف بأسماء أبطال الفيلم وخاصة لملك الترسو، حماس شديد في تعليقاتهم قبل بدء العرض، وإنفعال وترقب مع كل مشهد في الفيلم فور توالي الأحداث، لكن الأمور إنقلبت رأسا على عقب عندما تلقى «هريدي» الشخصية التي يؤديها فريد شوقي «قفا» في أحد المشاهد، فجأة أشتعلت القاعة بغضب الجمهور، موجة من الجنون والثورة إنتابت كل من بالقاعة، صراخ وإعتراض وتلويح بالأيدي .«الملك ميتضربش» الملك مياخدش على قفاه. خرجت الأمور عن السيطرة، وأنكب الناس على الكراسي فقاموا بتكسيرها وتهشيم السينما عن آخرها.
لم يستوعب «فريدشوقي» الأمر في البداية، لكنه تكبد خسائر فادحة بسبب الجمهور حيث طالبته دار العرض بتعويضها عن المعركة الحقيقة التي دمرت ممتلكاتها، وأضطُر إلى دفع «136» جنيها غرامة عن سوء تصرف المشاهدين، لكنه تعلم درسا غريبآ من قِبل محبيه ومريديه، أنهم يكرهون أن يمسه أحد في أفلامه، هو المنتصر دائمًا، الغالب وليس المغلوب، ولا يمكن أن يتحملوا رؤيته وهو يتلقى أية إهانات من قبل باقي أبطال أعماله. تعلم ملك الترسو الدرس ولم يُضرب بعدها لسنوات طويلة.
فقد كان ملك الترسو وأيقونة الشاشة العربية بطلآ خارقآ في عيون وقلوب الجماهير من عشاق فنه.
#ملك_الترسو
“فريد شوقي”❤️
1920م — 1998م🖤
رحمه الله💚

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك قم بتعطيل مانع الاعلانات