العسومي” يوقع مذكرة تفاهم بين البرلمان العربي وبرلمان الصين لإنشاء آلية تواصل دائمة بين الجانبين
خلال اللقاء مع رئيس برلمان الصين في بكين: “العسومي” يوقع مذكرة تفاهم بين البرلمان العربي وبرلمان الصين لإنشاء آلية تواصل دائمة بين الجانبين
وقَّع السيد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي مذكرة تفاهم مع معالي السيد تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (رئيس برلمان جمهورية الصين الشعبية)، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها “العسومي” على رأس وفد برلماني رفيع المستوى إلى الصين، تلبية للدعوة الواردة من رئيس برلمان الصين إلى رئيس البرلمان العربي.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى إنشاء آلية للتواصل المؤسسي والمنتظم بين البرلمان العربي والبرلمان الصيني، لدفع التعاون العربي الصيني في مختلف المحالات، وتحقيق الدعم المتبادل للقضايا محل الاهتمام المشترك لدى كلا الجانبين، فضلا عن التنسيق المسبق في المحافل الدولية المختلفة التي يشارك فيها البرلمان العربي وبرلمان الصين. وسيتم في إطار هذه الآلية عقد اجتماعات مشتركة مرةً كل عامين بالتناوب بين جمهورية الصين والدول العربية، ويتولى رئيس البرلمان العربي ورئيس برلمان الصين رئاسة هذه الآلية.
وخلال المباحثات التي سبقت توقيع مذكرة التفاهم، أكد “العسومي” أن البرلمانيين من الجانبين العربي والصيني يجب أن يكون لهم دور إيجابي ومؤثر في دفع الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية، والتي شهدت نقلة نوعية عقب القمة العربية الصينية الأولى التي عُقدت في المملكة العربية السعودية في شهر ديسمبر الماضي لعام 2022م.
وشدد رئيس البرلمان العربي أن الصين صديق استراتيجي للدول العربية، خاصة أن سياستها الخارجية تنطلق من احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية.
كما ثَمنٌّ “العسومي” مواقف الصين الداعمة للقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكذلك دعمها مؤخرا لانضمام ثلاث دول عربية إلى منظمة البريكس، والجهود الكبيرة التي تقوم بها من أجل تعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، مثمنا رعايتها للاتفاق السعودي الإيراني الأخير الذي يصب في صالح تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف رئيس البرلمان العربي أن المبادرات العالمية التي يتبناها رئيس جمهورية الصين الشعبية (مبادرة الحضارات العالمية، ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحزام والطريق)، تخدم جميعها مصالح الدول النامية، بما فيها الدول العربية، وتحظى بالاحترام والمصداقية من قِبل المجتمع الدولي، مجددا التأكيد على الموقف العربي الداعم لوحدة الأراضي الصينية ومبدأ الصين الواحدة.
ومن جانبه، أكد رئيس برلمان الصين أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع البرلمان العربي تمثل تدشينا لمرحلة جديدة ومهمة من العلاقات العربية الصينية، خاصة على المستوى البرلماني، معربا عن تطلع برلمان الصين إلى تعزيز التواصل مع البرلمان العربي وتبادل الخبرات في القضايا المتعلقة بالشباب والمرأة والثقافة والرقمنة، فضلا عن تنسيق المواقف المشتركة والدعم المتبادل في المحافل الدولية المختلفة.
وحول التطورات في المنطقة، أكد “تشاو له جي” أن الصين مستمرة في مساعيها نحو تصفير الخلافات والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، مجددا إدانة الصين لجرائم حرق نسخ من المصحف الشريف ورفضها ربط الإرهاب بأي دين.
كما تطرق رئيس برلمان الصين إلى مسألة التحديث والتطور والعصرنة، باعتبارها حق مشروع لجميع الدول وليست حكرا على دول بعينها، مؤكدا في الوقت ذاته رفض الصين التام لاستنساخ التحديث أو فرضه من الخارج. كما شدد على دعم الصين للدول العربية في مساعيها نحو التحديث الذي يراعي خصوصياتها ويحترم ثقافتها.